أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة للدكتور محمد حرز : أعمال وفضائل العشر الأول من ذي الحجة

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : أعمال وفضائل العشر الأول من ذي الحجة ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 2 ذو الحجة 1443هـ، الموافق 1 يوليو 2022م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 1 يوليو 2022م بصيغة word بعنوان : أعمال وفضائل العشر الأول من ذي الحجة، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 1 يوليو 2022م بصيغة pdf بعنوان : أعمال وفضائل العشر الأول من ذي الحجة ، للدكتور محمد حرز.

 

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 1 يوليو 2022م بعنوان : أعمال وفضائل العشر الأول من ذي الحجة.

أولًا: وبدأتْ أعظمُ أيامِ الدنيَا .                   

ثانيــًــا : أفضلُ الطاعاتِ والقروباتِ  في العشرِ ياسادة  .

ثالثًا :بادِرْ قبلَ أنْ تُبَادَر.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 1 يوليو 2022م  بعنوان : أعمال وفضائل العشر الأول من ذي الحجة : كما يلي:

 

خطبةُ الجمعةِ القادمةِ: أعمالُ وفضائلُ العشرِ  . محمد حرز بتاريخ: 1من ذي الحجة  1443هــ 1 يوليو 2022م

الحمدُ للهِ الذي فضَّلَ عشرَ ذي الحِجَّةِ على سائرِ الأيامِ، وجَعَلَهَا موسمًا لعِتقِ الرِّقابِ ومغفرةِ الذنوبِ والآثامِ  وخصَّهَا دونَ غيرِهَا بالحجِّ والطاعاتِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه، أولٌ بلا ابتداء، وآخرٌ بلا انتهاء، الوترُ الصَّمَدُ الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، وَأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائلُ كما في حديثِ أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه  🙁 ما أَهَلَّ مُهِلٌّ قطُّ إلَّا بُشِّرَ ، ولا كَبَّرَ مُكَبِّرٌ قطُّ إلَّا بُشِّرَ ، قيل : بالجنةِ ؟ قال : نَعَمْ) (رواه الطبراني بسند صحيح)فاللهمَّ صلِّ وسلم وزدْ وباركْ على النبيِّ  المختارِ خيرُ مَن صلَّى وصامَ وتابَ وأنابَ ووقفَ بالمشعرِ وطافَ بالبيتِ الحرامِ وعلى آلهِ وصحبهِ الأطهارِ وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ. أمَّا بعدُ …..فأوصيكُم ونفسِي أيُّها الأخيارُ بتقوى العزيزِ الغفارِ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } (أل عمران :102)

الأحبةُ الأكارم : (أعمالُ وفضائلُ العشرِ )عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا

أولًا: وبدأتْ أعظمُ أيامِ الدنيَا .                   

ثانيــًــا : أفضلُ الطاعاتِ والقروباتِ  في العشرِ ياسادة  .

ثالثًا :بادِرْ قبلَ أنْ تُبَادَر.

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة

أولًا: وبدأتْ أعظمُ أيامِ الدنيَا.

أيُّها السادةُ: إنَّ مِن فضلِ اللهِ علينَا وكرمهِ وجودهِ أنْ جعلَ لعبادهِ الصالحينَ مواسمَ للطاعاتِ يضاعفُ فيها الحسناتِ ويغفرُ فيها السيئاتِ ويرفعُ بها الدرجاتِ ويستكثرونَ فيها مِن الخيراتِ، ويتداركونَ فيها ما فاتَ مِن نفحاتِ الرحمنِ، يتنافسُ فيها المتنافسون، و يتسابقُ إليها المتسابقون، ويستغفرُ فيها المذنبون ويندمُ فيها المفرطون ويتوبُ اللهُ على مَن تابَ. مِن هذه النفحاتِ أيُّها الأخيارُ: عشرُ ذي الحجةِ نفحةٌ، ويومُ عرفة نفحةٌ، ويومُ الجمعةِ نفحةٌ، وثلثُ الليلِ الأخيرِ نفحةٌ، وبينَ الأذانِ والإقامةِ نفحةٌ، ولحظةُ سجودِكَ بينَ يدي ربِّكَ نفحةٌ، ألَا تعرضُوا لها، فقالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أبدًا)) رواه الطبرانيُّ. فالسعيدُ كما قالَ ابنُ رجبٍ “فالسعيدُ مَن اغتنمَ مواسمَ الشهورِ والأيامِ والساعاتِ، وتقرّبَ فيها إلى مولاهُ بما فيها مِن وظائفِ الطاعاتِ، فعسى أنْ تُصيبَهُ نفحةٌ مِن تلك النفحاتِ، فيَسعدَ بها سعادةً يأمنُ بعدَهَا مِن النارِ وما فيها مِن اللفحاتِ” قال ابنُ القيمِ: ((السنةُ شجرةٌ والشهورُ فروعُهَا والأيامُ أغصانُهَا والساعاتُ أوراقُهَا والأنفاسُ ثمارُهَا، فمن كانتْ أنفاسُهُ في طاعةٍ فثمرتُهُ ثمرةٌ طيبةٌ، ومَن كانتْ أنفاسُهُ في معصيةٍ فثمرتُهُ حنظلٌ)).فأيُّ أنوعٍ الثمارِ تريدُ أنْ تحصدَ يا مسكينُ ؟!!!

أيُّها السادةُ: العشرُ مِن ذي الحجةِ أعظمُ أيامِ الدنيا على الإطلاقِ وكيفَ لا؟ واللهُ جلَّ وعلَا أقسمَ بهَا في قرآنِهِ ولا يقسمُ اللهُ إلّا بكلِّ عظيمٍ قالَ جلَّ وعلا(وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ)(الفجر:1-2]؛ قال ابنُ عباسٍ: الليالِي: هي العشرُ الأوائلُ مِن ذي الحجةِ ،وهي الأيامُ المعلوماتُ التي قال عنها ربُّنَا 🙁 وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ) [الحج:27] قال ابنُ عباسٍ رضى اللهُ عنه وأرضاه  ( أيامُ العشرِ ) فالعشرُ مِن ذي الحجةِ أفضلُ أيامِ الدنيا على الإطلاقِ وكيف لا؟ والعشرُ مِن ذي الحجةِ سوقٌ للمُتاجَرةِ مع اللهِ، وموسمٌ للرِّبحِ الأخرَوِي، إنَّها مَيْدانٌ للمُسابَقةِ إلى الخيراتِ، والإكثارِ مِن الباقِيَاتِ الصالِحاتِ، لحظاتُهَا أنفَسُ اللَّحظاتِ، وساعاتُهَا أغلَى الساعاتِ، وأيَّامُهَا هي أفضَلُ الأيَّامِ وأحبُّهَا إلى اللهِ – تعالىففي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ  عَنْ النَّبِيِّ  صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : ” مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِه ِ ” قَالُوا : وَلَا الْجِهَادُ  ، قَالَ : “وَلَا الْجِهَادُ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ “رواه البخاري فهي أَفْضَلُ أَيَّامِ الْعَامِ عَلَى الْإِطْلَاقِ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيها)أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ( وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا الْعَشْرُيَعْنِي: عَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ- قِيلَ: وَلَا مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلَا مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ عَفَّرَ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ))رواه ابن حبان

فالعشرُ مِن ذي الحجةِ أعظمُ أيامِ الدهرِ وكيفَ لا؟  ولما سُئلَ أحدُ السلفِ أيُّهمَا أفضلُ العشرُ الأوائلُ مِن ذي الحجةِ أم العشرُ الأواخرُ مِن رمضانَ؟ فقال: أيامُ عشرِ ذي الحجةِ أفضلُ مِن أيامِ العشرِ الأواخرِ مِن رمضانَ؛ لأنَّ فيها يومَ عرفة،وليالِي العشرِ  الأواخرِ مِن رمضانَ أفضلُ مِن ليالِي العشرِ مِن ذي الحجةِ؛ لأنَّ فيها ليلةَ القدرِ.

العشرُ مِن ذي الحجةِ أعظمُ أيامِ العامِ وكيف لا؟ وفيها يومُ عرفة :وما أدراكَ ما عرفة ؟إنَّه اليومُ الذي أكملَ اللهُ فيه الدينَ، وأتمَّ بهِ علينَا النعمةَ، وهو اليومُ المشهودُ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا))المائدة:3.ويومُ عرفة يومُ مغفرةِ الذنوبِ، ويومُ العتقِ مِن النيرانِ، ولو لم يكنْ في عشرِ ذي الحجةِ إلَّا يومُ عرفة لكفاهَا ذلك فضلًا وشرفًا  كما قالَ نبيُّنَا صلَّى اللهُ عليه وسلم، وفيها يومُ النحرِ وهو يومُ الحجِّ الأكبرِ أفضلُ أيامِ السنةِ فعَن ْعَبْدِاللَّهِ بْنِ قُرْطٍ  عَنِ النَّبِىّ صلَّى اللهُ عليه و سلم  قالَ: « ِإنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْر ِثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ »رواه أبو داود والنسائي وهو أكثرُ يومٍ يعتقُ اللهُ فيهِ الرقابَ مِن النارِ، وخيرُ الدُّعاءِ يومُ عرفة ، وهو اليومُ الذي يُباهِي فيه اللهُ ملائكةَ السَّماءِ بعِبادِهِ في الأرضِ، روى مسلمٌ وغيرُه أنَّه – عليه الصلاةُ والسلامُ – قال: ((ما من يومٍ أكثرُ مِن أنْ يعتقَ اللهُ فيه عبدًا أو أمةً مِن النارِ مِن يومِ عرفة، وإنَّه ليدنُو ثم يُباهِي بهم الملائكةَ فيقولُ: ماذا أرادَ هؤلاء؟)).وقال – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم -: ((خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرَفة، وخيرُ ما قلتُ أنا والنبيُّون مِن قبلِي: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قدير))؛ رواه الترمذي،.وروى أحمدُ وأصحابُ السُّنَنِ أنَّه – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – قال: ((الحجُّ عرفة)).

والسرُّ في فضلِ هذه الأيامِ كما قال ابنُ حجرٍ رحمه اللهُ :  أنَّها تجتمعُ فيها أمهاتُ العباداتِ، فلا يجتمعُ الحجُّ مع الصلاةِ إلَّا في هذه الأيامِ، ولا تجتمعُ الزكاةُ مع الحجِّ إلَّا في هذه الأيامِ، ولا يجتمعُ الصومُ مع الحجِّ إلَّا في هذه الأيامِ. فهذه أيامٌ وليالِي.. معدودةٌ محدودةٌ.. ساعاتٌ قليلةٌ.. الأجرُ فيها مضاعفٌ.. والإثمُ فيها مضاعفٌ.. العملُ الصالحُ فيها يحبُّهُ اللهُ أكثرَ مِن العملِ الصالحِ في غيرِهَا..هذه الأيامُ مِن أيامِ اللهِ.. يحبُّها اللهُ…. أفلا تستحقُّ أنْ تكونَ كلُّها للهِ؟ فلنجعلْ هذه الأيامَ كاملةً للهِ تعالى.. للهِ وحدَهُ.. يجبُ أنْ لا نرتكبَ فيها أيَّ معصيةٍ فالمعصيةُ محرمةٌ في العشرِ وفي غيرِهَا.. لكنَّهَا فيها إثمُهَا مضاعفٌ..فالبدارَ البدارَ باغتنامِهَا قبلَ فواتِ الأوانِ.

بدأتْ أيامُ شهرِ ذي الحجةِ مِن هذا العامِ، وإنَّما هي ساعاتٌ ولحظاتٌ ما أسرعَ انقضاءُهَا، والمحظوظُ مَن وفقَ فيها لصالحِ القولِ والعملِ. فهي كالأرضِ الخصبةِ التي يزرعُ فيها المؤمنُ أفضلَ الأعمالِ لتنبتَ له أجرًا وثوابًا جزيلًا مِن اللهِ ربِّ العالمين وطُوبَى للعبدِ الذي استثمرَ الأيامَ العشرَ الأوائلَ مِن شهرِ ذي الحجةِ بفعلِ الخيراتِ وتركِ المنكراتِ، وبالتقربِ إلى  الرحمنِ والندمِ على ما فات  …. وللهِ درُّ الشافعِي

ﺩﻉْ ﻋﻨﻚ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻓﺎﺕَ ﻓﻰ ﺯﻣﻦِ ﺍﻟﺼﺒﺎ  ***  ﻭ ﺍﺫﻛرْ ﺫﻧﻮﺑَـــﻚَ ﻭﺃﺑﻜِﻬَﺎ ﻳﺎ ﻣﺬﻧﺐُ

ﻟﻢ ﻳﻨﺴـﻪ ﺍﻟﻤﻠﻜــﺎﻥِ ﺣﻴـﻦ ﻧﺴﻴﺘَﻪُ*  **  ﺑـﻞ ﺃﺛﺒﺘـــــﺎﻩُ ﻭﺃﻧﺖَ ﻻﻩٍ ﺗﻠﻌﺐُ

ﻭﺍﻟﺮﻭﺡُ ﻣﻨﻚ ﻭﺩﻳﻌــﺔٌ ﺃﻭﺩﻋﺘﻬَــﺎ  ***  ﺳﺘﺮﺩﻫَﺎ ﺑﺎﻟﺮﻏــﻢِ ﻣﻨــﻚ ﻭﺗﺴﻠﺐُ

ﻭﻏﺮﻭﺭُ ﺩﻧﻴـﺎﻙَ ﺍﻟﺘــﻰ ﺗﺴﻌَﻰ ﻟﻬﺎ  ***  ﺩﺍﺭٌ ﺣﻘﻴﻘﺘُﻬَـﺎ ﻣﺘـــــﺎﻉٌ ﻳﺬﻫﺐُ

ﺍﻟﻠﻴﻞُ ﻓﺎﻋﻠﻢْ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭُ ﻛﻼﻫُﻤَــــﺎ  ***  ﺃﻧﻔﺎﺳُﻨَـﺎ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺗُﻌـﺪُّ ﻭﺗﺤﺴـــﺐٌ

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة

ثانيـًـــا : أفضلُ الطاعاتِ والقروباتِ  في العشرِ .

أيُّها السادةُ: إِنَّنَا نَعِيشُ هَذِهِ الأَيَّامَ، أَيَّامَ العَشْرِ الأُوَلِ مِنْ شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ، وَهِيَ أَيَّامٌ مُبَارَكَاتٌ، خَصَّهَا اللهُ جَلَّ وَعَلَا بِخَصَائِصَ وَمَيَّزَهَا بِمِيزَاتٍ، إِنَّهَا أَيَّامٌ فَاضِلَةٌ، وَأَزْمِنَةٌ شَرِيفَةٌ، وَمَوْسِمٌ مِنْ مَوَاسِمِ الخَيْرِ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ.

وَعَلَى المُؤْمِنِ ياسادةٌ – أَنْ يَقِفَ مَعَ خَصَائِصِ هَذِهِ الأَيَّامِ، لِيُقْبِلَ بِقَلْبِهِ وَنَفْسِهِ وَجَوَارِحِهِ عَلَى طَاعَةِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا وَحُسْنِ عِبَادَتِهِ سُبْحَانَهُ، وَاغْتِنَامِ هَذِهِ الأَوْقَاتِ المُبَارَكَةِ بِالقُرُبَاتِ.

فاغتنمُوا هذه الأيامَ والساعاتِ والأنفاسَ قبلَ أنْ يأتي يومٌ لا ينفعُ فيهِ الندمُ قبلَ أنْ يأتي يومٌ ويقولُ المرءُ منَّا: أُريدُ أنْ أرجعَ إلى الدنيا فأعمل صالحًا ,فالغنيمةَ الغنيمةَ قبلَ انقضاءِ الأعمارِ والمبادرةَ المبادرةَ بالعملِ قبلَ انتهاءِ الأعمالِ، والعجلَ العجلَ قبلَ هجومِ الأجلِ، وقبلَ أنْ يندمَ المفرّطُ على ما فعلَ، وقبلَ أنْ يسألَ الرجعةَ فلا يُجابُ إلى ما سأل، قبلَ أنْ يحولَ الموتُ بينَ المؤمِّلِ وبلوغِ الأملِ، قبلَ أنْ يصيرَ المرءّ محبوسًا في حفرتهِ بما قدَّمَ مِن عمل

أيُّها السادةّ: إِنَّ مِمَّا يُشْرَعُ لِلْمُسْلِمِ فِي هَذِهِ العَشْرِ المُبَارَكَاتِ: إنْ كان مستطيعًا يملكُ الزادَ والراحلةَ فعليهِ أنْ يتعجلَ لأداءِ الحجِّ لحديثِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم( مَن أَرَادَ الحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ؛ فَإِنَّهُ قَد يَمرَضُ المَرِيضُ، وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ، وَتَعرِضُ الحَاجَة).وصدقَ المعصومُ صلَّى اللهُ عليه وسلم فقد حالتْ الأمراضُ والأوبئةُ وكورونَا عن حجِّ بيتِ اللهِ الحرامِ ووقعَ في المحظورِ، مَنْ مَنّ اللهُ عليهِ بالمالِ والصحةِ والعافيةِ ولم يحجْ بغيرِ عذرٍ لمحرومٌ وربّ الكعبةِ عن أبي سعيدٍ الخدرِي رضى اللهُ عنه قال :قال رسولُ اللهِ إنَّ اللهَ تعالى يقولُ : إنَّ عبدًا أصحَحتُ لهُ جسمَهُ ، ووسَّعتُ عليهِ في مَعيشتِهِ ، تمضي عليهِ خمسةُ أعوامٍ لا يَفِدُ إليَّ لمَحرومٌ) رواه البيهقي وأبو يعلي بسند صحيح

وَمما يُشْرَعُ فِي أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ: الصيامُ عن أبي سعيدٍ الخدرِي -رضي اللهُ عنه- أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- قال: “مَن صامَ يومًا في سبيلِ اللَّهِ باعدَ اللَّهُ بذلِكَ اليومِ النَّارَ من وجْهِهِ سبعينَ خريفًا ))رواه ابن ماجه. وعَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ) رواه أبو داود وغيره وقد ذهبَ إلى استحبابِ صيامِ العشرِ الإمامُ النوويُّ وقال: صيامُهَا مستحبٌّ استحبابًا شديدًا.

 ومِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ الَّتِي يُشْرَعُ لِلمُسْلِمِ العِنَايَةُ بِهَا فِي هَذِهِ العَشْرِ المُبَارَكَةِ : أَنْ يَتَقَرَّبَ إِلَى اللهِ جَلَّ وَعَلَا بِالصِّيَامِ وَخُصُوصًا صِيَامَ يَوْمِ عَرَفَةَ لِغَيْرِ الحَاجِّ، فَقَدْ وَرَدَ فِي فَضْلِهِ ثَوَابٌ عَظِيمٌ، لَا يَتْرُكُهُ إِلَّا مَحْرُومٌ، فَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَرضى الله عنه  أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ».

ومما َيُشْرَعُ فِي أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ: التَّكْبِيرُ المُطْلَقُ، وَهُوَ فِي جَمِيعِ الأَوْقَاتِ مِنْ أَوَّلِ دُخُولِ شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ إِلَى آخَرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ؛ لِقَوْلِ اللهِ سُبْحَانَهُ: )لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ( [الحج:28]، وَهِيَ أَيَّامُ العَشْرِ، وقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: )وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ([البقرة:203]، وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ، وَلِقَوْلِ النَّبِيِّ r: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ و عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُمَا كَانَا يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ أَيَّامَ العَشْرِ فَيُـكَبِّـرَانِ وَيُكَبِّـرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا. وَأَمَّا التَّكْبِيرُ المُقَيَّدُ فَيَكُونُ فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ المَفْرُوضَةِ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ عَرَفَةَ – لِغَيْرِ الحَاجِّ – إِلَى صَلَاةِ العَصْرِ مِنْ آخَرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ،فاغتنمْ هذه العشرَ بالتكبيرِ والتهليلِ والتحميدِ والتسبيحِ وذكرِ اللهِ على كلِّ حالٍ  فعن  ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ)) رواه أحمد

وَمما يُشْرَعُ فِي أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ: ذبحُ الأضاحِي تقربًا إلى اللهِ وإحياءً لسنةِ أبيِنَا إبراهيم عليه السلامُ ولفعلِ  نبيِّنَا صلَّى اللهُ عليه وسلم  كما في حديثِ عائشةَ -رضي اللهُ عنها- أنَّها قالتْ: قالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلم:مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدِّمَاءِ؛ إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الْأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا))

وَمِنَ الأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي تَتَأَكَّدُ مَعْرِفَتُهَا فِي مُسْتَهَلِّ هَذِهِ الأَيَّامِ: مَا رَوَتْهُ أُمُّ سَلْمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].

فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ فَيَتَأَكَّدُ فِي حَقِّهِ إِذَا دَخَلَتِ العَشْرُ أَلَّا يَأْخُذَ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظَافِرِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ، وَهَذَا حُكْمٌ خَاصٌّ بِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ، أَمَّا أَهْلُهُ وَأَوْلَادُهُ وَمَنْ يُضَحِّي عَنْهُمْ فَإِنَّهُ لَا يَشْمَلُهُمْ ذَلِكُمُ الحُكْمُ مَا لَمْ يُضَحُّوا لِأَنْفُسِهِمْ، وَكَذَلِكَ مَنْ كَانَ مُوَكَّلًا بِذَبْحِ الأُضْحِيَةِ وَلَيْسَ هُوَ صَاحِبَهَا فَإِنَّهُ لَا يَشْمَلُهُ النَّهْيُ، وَيَجُوزُ لَهُ الْحَلْقُ مَا لَمْ يُضَحِّ هُوَ عَنْ نَفْسِهِ، وَيُخْطِئُ مَنْ يَظُنُّ أَنَّ إِمْسَاكَ المُضَحِّي إِحْرَامٌ، بَلْ يَجُوزُ لَهُ الطِّيبُ وَالجِمَاعُ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا يُمْنَعُ عَلَى المُحْرِمِ، وَمَنْ أَخَذَ مِنَ المُضَحِّينَ مِنْ شَعْرِهِ أَوْ أَظْفَارِهِ فَلَيْسَ عَلَيْهِ كَفَّارَةٌ وَلَا يَضُرُّ ذَلِكَ أُضْحِيَتَهُ؛ فَإِنَّ أُضْحِيَتَهُ مُجْزِئَةٌ، وَلَكِنْ يَفُوتُهُ أَجْرُ اتِّبَاعِ السُّنَّةِ.

و مِمَّا يُشْرَعُ لِلْمُسْلِمِ فِي هَذِهِ العَشْرِ المُبَارَكَاتِ: الصَّدَقَاتُ بِأَنْوَاعِهَا، وَبَذْلُ الإِحْسَانِ وَصِلَةُ الأَرْحَامِ وَالْبِرُّ بِأَبْوَابِهِ الوَاسِعَةِ، وَمَجَالَاتِهِ الشَّاسِعَةِ…. وجميعُ أبوابِ الخيرِ مفتوحةٌ أمامَك، فالأجرُ فيها مضاعفٌ والذنبُ فيها مضاعفٌ فعليكَ بالاستغفارِ وقراءةِ القرآنِ والصدقةِ وصلةِ الأرحامِ والأقاربِ وإفشاءِ السلامِ وإطعامِ الطعامِ والإصلاحِ بينَ الناسِ والأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكرِ وحفظِ اللسانِ والفرجِ والإحسانِ إلى الجيرانِ ـ وإكرامِ الضيفِ ـ والإنفاقِ في سبيلِ اللهِ ـ وإماطةِ الأذى عن الطريقِ ويبقَى بابُ العملِ الصالحِ أوسعُ مما ذُكِرَ، فأبوابُ الخيرِ كثيرةٌ لا تنحصرُ، ومفهومُ العملِ الصالحِ واسعٌ شاملٌ يتضمنُ كلَّ ما يحبُّهُ اللهُ ويرضاهُ مِن الأقوالِ والأفعالِ الظاهرةِ والباطنةِ، فالعملُ الصالحُ شعارُ المؤمنين  الموحدين فانتبهْ قبلَ فواتِ الأوانِ  

لبيكَ ربِّي وإنْ لم أكنْ بينَ الزحَامِ مُلبيًا***لبيكَ ربِّي وإنْ لم أكنْ بينَ الحجيجِ ساعيًا لبيكَ ربِّي وإنْ لم أكنْ بينَ عبادِك داعيًا *** لبيك ربي وإن لم أكنْ بينَ الصفوفِ مصليًا

لبيك ربي وإن لم أكنْ بينَ الجموعِ لعفوكَ طالبًا **لبيك ربي فاغفرْ جميعَ ذنوبي أدقهَا وأجلهَا

أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم        الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يستعانُ إلّا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ  ……………………  وبعدّ

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة

ثالثًا وأخيرًا :بَادِرْ قبلَ أنْ تُبادَر.

أيُّها السادةُ: بادرْ قبل أنْ تُبادر بادرْ بالتوبةِ والرجوعِ إلى علامِ الغيوبِ وستيرِ العيوبِ والتخلصِ  مِنْ كُلِّ الْمَعَاصِي جُمْلَةً وَتَفْصِيلًا قبلَ فواتِ الأوانِ قبلَ الندمِ، فإذا اجتمعَ للمسلمِ توبةٌ نصوحٌ مع أعمالٍ فاضلةٍ في أزمنةٍ فاضلةٍ فهذا عنوانُ الفلاحِ. قالَ تعالى: (فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ) (القصص:67)وبابُ التوبةِ مفتوحٌ لا يغلقُ أبدًا في كلِّ وقتٍ وحينٍ ما لم تطلعْ الشمسُ مِن مغربِهَا وما لم تصلْ الروحُ إلى الحلقومٍ كما قال النبيُّ المختارُ صلَّى اللهُ عليه وسلم في حديثِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ)رواه الترمذي و أبشرْ :فما دمتَ في وقتِ المهلةِ فبابُ التوبةِ مفتوحٌ لقولِ المُصطفَي صلَّى اللهُ عليه وسلم (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا )رواه مسلم ﻫﻨﻴﺌًﺎ ﻟﻤَﻦ ﻃﻠﻌﺖْ ﺍﻟﺸﻤﺲُ ﻋﻠﻴﻪِ ﻣِﻦ ﻣﻐﺮﺑِﻬَﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢٌ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋةِ ﺍﻟﻠـﻪ  بل قال المختارُ صلَّى اللهُ عليه وسلم كما في صحيح مسلمٍ من حديثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ:”أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتعالى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتعالى :عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتعالى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ). قال ابْنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللهُ: «الغَنِيمَةَ الغَنِيمَةَ بِانْتِهَازِ الفُرْصَةِ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ العَظِيمَةِ، فَمَا مِنْهَا عِوَضٌ وَلَا لَهَا قِيمَةٌ [تُمَاثِلُهَا]، المُبَادِرَةَ المُبَادِرَةَ بِالعَمَلِ، وَالعَجَلَ العَجَلَ قَبْلَ هُجُومِ الأَجَلِ، قَبْلَ أَنْ يَنْدَمَ المُفَرِّطُ عَلَى مَا فَعَلَ، قَبْلَ أَنْ يَسْأَلَ الرَّجْعَةَ فَيَعْمَلَ صَالِحًا فَلَا يُجَابَ إِلَى مَا سَأَلَ، قَبْلَ أَنْ يَحُولَ المَوْتُ بَيْنَ المُؤَمِّلِ وَبُلُوغِ الأَمَلِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيرَ المَرْءُ مُرْتَهَناً فِي حُفْرَتِهِ بِمَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلٍ» فالبدارَ البدارَ بالخيرِ والأعمالِ الصالحةِ قبل فواتِ الأوانِ، لقولِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَبَادرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتناً كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعرْض من الدُّنْيَارواه مسلم

لَيَالِي العَشْرِ أَوْقَاتُ الإِجَابَـــةْ *** فَـبَادِرْ رَغْبَــةً تَلْحَــقْ  ثَوَابَهْ

أَلَا  لَا  وَقْــتَ  لِلْعُمّالِ  فِـيــهِ*** ثَوَابُ الخَيْرِ أَقْرَبُ لِلْإِصَابَةْ

مِنَ اوْقَاتِ اللَّيَالِي العَشْرِ حَقّاً *****  فَشَمِّرْ  وَاطْلُبَنْ  فِيهَا الإِنَابَةْ                                        حفظَ اللهُ مصرَ مِن كيدِ الكائدين، وشرِّ الفاسدين وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.

                    كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه

د/ محمد حرز  إمام بوزارة الأوقاف

 _______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »